الله عنه- قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال:
«إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ هذه الآية، وروى الإمام أحمد ... عن عمارة بن رؤيبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها» ورواه مسلم وفي المسند والسنن عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن «أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة، ينظر إلى أقصاه، وإن أعلاهم منزلة لمن ينظر إلى الله تعالى في اليوم مرتين» وفي الصحيح: يقول الله: «يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول:
هل رضيتم؟ فيقولون: ربنا وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول: إني أعطيكم أفضل من ذلك، فيقولون وما أفضل من ذلك؟ فيقول:: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا»
٥ - بمناسبة قوله تعالى: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى * وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى قال ابن كثير: في الصحيح أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما دخل على رسول الله في تلك المشربة التي كان قد اعتزل فيها نساءه حين آلى منهن فرآه متوسدا مضطجعا على رمال حصير وليس في البيت إلا صبرة من قرظ، وأهبة معلقة فابتدرت عينا عمر بالبكاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما يبكيك يا عمر؟» فقال: يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت صفوة الله من خلقه فقال: «أوفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا»
فكان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا مع القدرة عليها، إذا حصلت له ينفقها هكذا وهكذا في عباد الله ولم يدخر لنفسه شيئا لغد. روى ابن أبي حاتم ...... عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا» قالوا وما زهرة الحياة الدنيا يا رسول الله؟ قال:«الأرض» وقال قتادة والسدي: زهرة الحياة الدنيا يعني زينة الحياة الدنيا، وقال قتادة لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ لنبتليهم. وقوله وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها أي استنقذهم من عذاب الله بإقام الصلاة، واصبر أنت على فعلها، كما قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً.