السَّمِيعُ الْعَلِيمُ هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فهل عليه اعتراض؟ إنهم يعترضون: بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ
ويأتي الرد القرآني عليهم ويستغرق السورة كلها بدليل أن السورة تختم بآية على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم تبدأ بكلمة (قال) كالآية التي جاءت بعد الآيات الثلاث: قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ وما بين هذه الآية وبين مقدمة السورة نجد مجموعات السورة تضرب على نسق واحد كل مجموعة منها مبدوءة بكلمة (ما) أو (وما)
إن هناك إنذارا ومنذرا ومنذرين ما هو مضمون الإنذار؟ وما هي حال المنذرين؟
وماذا يقول النذير؟ وماذا يقول المنذرون وما هو الرد عليهم؟ معان تطرقها السورة، وكلها نوع تفصيل لقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ كما سنراه أثناء عرض السورة تفصيلا
...
ومما يؤكد ما ذهبنا إليه من أن هذه السورة تفصل الآية المذكورة من سورة البقرة هي أنه لم يرد في القرآن إلا سورتان مبدوءتان بكلمة مشتقة من الاقتراب
هذه السورة اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ وسورة القمر المبدوءة بقوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ .... فهذه البداية المشتركة توحي بالموضوع المشترك، والمحور المشترك، وأنت عند ما تدرس سورة القمر فإنك تجد بوضوح أنها تفصل في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ