الآية وبمناسبة وصف البيت بالعتيق قال ابن كثير:(فيه مستدل لمن ذهب إلى أنه يجب الطواف من وراء الحجر، لأنه من أصل البيت الذي بناه إبراهيم عليه السلام، وإن كانت قريش قد أخرجوه من البيت حين قصرت بهم النفقة. ولهذا طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجر، وأخبر أن الحجر من البيت، ولم يستلم الركنين الشاميين، لأنهما لم يتمما على قواعد إبراهيم العتيقة، وقال الترمذي ... عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار» قال الترمذي هذا حديث حسن غريب) ...
١٣ - وبمناسبة قوله تعالى فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ قال ابن كثير:(وفي الصحيحين عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» قلنا: بلى يا رسول الله، قال:«الإشراك بالله، وعقوق الوالدين- وكان متكئا فجلس فقال- ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور» فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت، وروى الإمام أحمد عن أيمن بن خزيم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: «أيها الناس عدلت شهادة الزور إشراكا بالله، ثلاثا ثم قرأ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ).
١٤ - وبمناسبة قوله تعالى وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ ذكر ابن كثير الحديث الذي مر معنا في سورة إبراهيم: قال: ولهذا جاء في حديث البراء أن الكافر إذا توفته ملائكة الموت، وصعدوا بروحه إلى السماء، فلا تفتح له أبواب السماء، بل تطرح روحه طرحا من هناك، ثم قرأ هذه الآية وقد تقدم في سورة إبراهيم بحروفه وألفاظه وطرقه.
١٥ - مر معنا أن مما يدخل في قوله تعالى ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ استحسان الهدايا والبدن واستسمانها، واستعظامها للذبح في الحج، ويدخل في ذلك استحسان الأضحية، واستسمانها، واستعظامها وفي ذلك قال ابن كثير: (وقال أبو أمامة عن سهل: كنا نسمن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمنون. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «دم عفراء أحب إلى الله من سوداوين» رواه أحمد وابن ماجه قالوا والعفراء: هي البيضاء بياضا ليس بناصع، فالبيضاء أفضل من غيرها، وغيرها تجزئ أيضا، لما ثبت في صحيح البخاري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين موجوأين ......