(٢) راجع دائرة المعارف اليهودية. عنوان. «Pilgrimage» الأساس فى التفسير، ج ٧، ص: ٣٥٨٩ وزيارتها، وعنوا بذلك أكثر مما عنوا بتتبع تعاليمه ووصاياه. وقد شاعت زيارة مشاهد روما من القرن الثالث عشر على حساب زيارة الأرض المقدسة، وإن لم تنقطع زيارة الأرض المقدسة بتاتا، وكانت (روما) المدينة التي تلي بيت المقدس في الأهمية، يؤمها الناس للزيارة في عدد كبير وجم غفير. إن الأسباب التي بلغت بها البابوية قمتها، جعلت روما مركزا للزيارة، ولا سيما، وأن ضريحي القديس بطرس، والقديس بولس قد أضفيا عليها من العظمة والجلال ما جعلها مثابة للمسيحيين الكاثوليك في العالم كله، وازدحموا فيها ازدحاما كبيرا، وقد كان إقبال الزوار عظيما على سراديب الأموات «١» (Cata combs) التي تقدس لأجل عظام الشهداء، إن الزوار لم يتوقفوا عن زيارة (روما) في أي فترة من فترات التاريخ، وقد جعلتها كثرة الكنائس والآثار التاريخية المقدسة محط أنظار الناس في كل زمان. والقارئ يتخم بكثرة أسماء القبور والضرائح والمشاهد العامة في أرض فلسطين، والمحلية المنتشرة في كل قطر أو ولاية، أو بلد يقطنه اليهود والمسيحيون من زمن بعيد، وصاحب مقال (الحج والزيارة) في (دائرة المعارف اليهودية) وفي (دائرة الديانات والأخلاق) يسرد أسماء ضرائح ومشاهد للصالحين والمقبولين في أقطار أوروبية وآسيوية مختلفة، ويذكر الأيام والشهور التي تزار فيها، وما لهذه الزيارات من آداب وتقاليد، وإذا تأمل القارئ في مدى اهتمام اليهود والمسيحيين بهذه المشاهد، وتقديسهم لها، وتجشم الأسفار والمتاعب في سبيلها، وكيف شغلتهم واستحوذت على مشاعرهم في كل زمان ومكان، وكيف أثارت فيهم الغلو في