للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللحظة التي يأخذ الذباب منهم شيئا يحدث تغير كلي لهذا الشئ يخرجه عن مادته الأساسية، ولذلك فإنه يستحيل بأي طريقة أن يسترجع عين الشئ الذي أخذه الذباب، وهم إذا كانوا عاجزين عن استنقاذ شئ سلبه الذباب، فمن باب أولى أن يكونوا عاجزين عن خلق ذباب، بل عن خلق أقل من ذباب، وفي كتابنا (الله جل جلاله) تحدثنا في ظاهرة الحياة عن تجارب البشرية في حقل صنع ذرة حياة، وعن عجزها عن ذلك، وكيف أن ظاهرة الحياة تدلنا من وجوه عديدة على الله، بما لا يقبل جدلا، وهذا المثل في القرآن الكريم هو الحجة الكاملة على أنه لا إله إلا الله.

٢ - هل في آخر سورة الحج عند قوله تعالى ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا سجدة أو لا؟ قال ابن كثير: (اختلف الأئمة رحمهم الله في هذه السجدة الثانية من سورة الحج، هل هو مشروع السجود فيها أم لا؟ على قولين وقد قدمنا عند الأولى حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم «فضلت سورة الحج بسجدتين فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما»).

٣ - عند قوله تعالى وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ قال ابن كثير:

(أي ما كلفكم ما لا تطيقون، وما ألزمكم بشيء يشق عليكم إلا جعل الله لكم فرجا ومخرجا، فالصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام- بعد الشهادتين- تجب في الحضر أربعا، وفي السفر تقصر إلى اثنتين، وفي الخوف يصليها بعض الأئمة ركعة، كما ورد به الحديث وتصلى رجالا وركبانا، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها، وكذا في النافلة في السفر إلى القبلة وغيرها. والقيام فيها يسقط لعذر المرض، فيصليها المريض جالسا، فإن لم يستطيع فعلى جنبه، إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات في سائر الفرائض والواجبات، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام «بعثت بالحنيفية السمحة» وقال لمعاذ وأبي موسى حين بعثهما أميرين إلى اليمن «بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا»).

٤ - يظن بعضهم أن المراد بالضمير في قوله تعالى هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ إبراهيم عليه السلام قال ابن جرير: وهذا لا وجه له؛ لأنه من المعلوم أن إبراهيم لم يسم هذه الأمة في القرآن مسلمين. وقال ابن كثير: وهذا هو الصواب لأنه تعالى قال هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ وبمناسبة هذا القول قال ابن كثير: ثم ذكر منته تعالى على هذه الأمة بما نوه به من ذكرها، والثناء عليها في سالف الدهر، وقديم الزمان في كتب الأنبياء، يتلى على الأحبار والرهبان فقال هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>