للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم بدعاءين، وخلق هي زاد الطريق للاستمرار على العمل الصالح وختمت السورة بأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ وهذا الختام في السورة يشير إلى أن المؤمن مع كل ما يبذله من جهد يحتاج إلى المغفرة والرحمة، وهو مفتقر إليهما.

هذه المعاني جاءت في السورة كما رأينا بشكل فصلت فيه السورة آيات سورة البقرة الخمس: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ* إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ* الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ* كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ* هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فصلت سورة المؤمنون هذه الآيات بشكل عجيب، إذ فصلت بعض آياتها تفصيلا مباشرا، وبنت على ما تقتضيه بعض آياتها بناء مباشرا. وإذ كان العمل السيئ أثر الكفر فقد تحدثت عن الكفر منكرة له، وذكرت بما يقطع دابره لمن كان له قلب، ولذلك صلاته بقوله تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ* هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ومن قرأ السورة وتمعن في معانيها لم يشك بأنها كانت تفصيلا عجيبا للآيات الخمس.

وقد يكون من المناسب أن نذكر بأمهات الأعمال الصالحة التي ذكرتها السورة:

الخشوع في الصلاة، وترك اللغو، وفعل الزكاة، وحفظ الفروج، وأداء الأمانات، والوفاء بالعهود، والمحافظة على الصلوات، وأكل الحلال، والعمل الصالح، والخشية والإيمان، والتوحيد، وفعل الخير، والدعاء، ودفع السيئة بالحسنة، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والصبر على إيذاء الكافرين وسخريتهم، وملازمة قوله تعالى رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>