كثير الآثار الواردة في سبب نزولها ونحن نجتزئ من ذلك ما يلي:
(قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا الزهري قال: كانت جارية لعبد الله بن أبي بن سلول يقال لها معاذة، يكرهها على الزنا، فلما جاء الإسلام نزلت وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ الآية، وروى الأعمش عن جابر في هذه الآية قال: نزلت في أمة لعبد الله ابن أبي بن سلول يقال لها مسيكة، وكان يكرهها على الفجور، وكانت لا بأس بها فتأبى فأنزل الله هذه الآية وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إلى قوله وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ وروى النسائي من حديث ابن جرير عن أبي الزبير عن جابر نحوه وروى الحافظ أبو بكر البزار عن جابر قال كان لعبد الله بن أبي بن سلول جارية يقال لها مسيكة، وكان يكرهها على البغاء فأنزل الله وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إلى قوله وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ...
وقال مقاتل بن حيان: بلغني- والله أعلم- أن هذه الآية نزلت في رجلين كانا يكرهان أمتين لهما أحدهما اسمها مسيكة، وكانت للأنصار، وكانت أميمة أم مسيكة لعبد الله بن أبي، وكانت معاذة وأروى بتلك المنزلة، فأتت مسيكة وأمها النبي صلى الله عليه وسلم فذكرتا ذلك له، فأنزل الله في ذلك وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ يعني الزنا.
٨ - للنسفي كلام جميل أثناء حديثه عن المكاتبين إذ عبر من الحديث عن أنواع العبيد للناس إلى أنواع العبيد لله فقال:
(واعلم أن العبيد أربعة: قن مقتنى للخدمة، ومأذون في التجارة، ومكاتب، وآبق.
فمثال الأول ولي العزلة الذي حصل العزلة بإيثار الخلوة وترك العشرة. والثاني ولي العشرة، فهو نجي الحضرة، يخالط الناس للخبرة، وينظر إليهم بالعبرة، ويأمرهم بالعبرة، فهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحكم بحكم الله، ويأخذ لله، ويعطي في الله، ويفهم عن الله، ويتكلم مع الله، فالدنيا سوق تجارته، والعقل رأس بضاعته، والعدل في الغضب والرضا ميزانه، والقصد في الفقر والغنى عنوانه، والعلم مفزعه ومنحاه، والقرآن كتاب الإذن من مولاه، هو كائن في الناس بظواهره، بائن منهم بسرائره، فقد هجرهم فيما له عليهم في الله باطنا، ثم وصلهم فيما لهم عليه ظاهرا.
وما هو منهمو بالعيش فيهم ... ولكن معدن الذهب الرغام