داوُدَ إن صلة ذلك بالمحور والآيات التي جاءت قبله واضحة جدا كما سنرى ذلك بالتفصيل.
والسورة عرضت قصة ثلاث رسل: سليمان، وصالح، ولوط عليهم السلام وصلة ذلك بكون محمد صلى الله عليه وسلم من المرسلين واضحة.
...
ونلاحظ أن السورة تتألف من مقطعين واضحي المعالم: المقطع الأول وفيه حديث عن المرسلين نجد فيه قصة موسى، وذكر داود وسليمان وصالح ولوط عليهم السلام.
المقطع الثاني: وهو مبدوء بقوله تعالى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى .. ومن بداية المقطع الثاني تشعر أن هذا المقطع يبني على ما ذكر في المقطع الأول ضمن سياق محدد هو تفصيل آية المحور.
...
ولقد رأينا أن آية المحور آتية ضمن حيز الأمر ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ومن ثم فإننا نجد في السورة ما له علاقة بذلك وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وكما ورد على لسان بلقيس وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
...
وإنزال الآيات يقتضي شكرا من الرسول، وفي السورة دروس في ذلك، ويقتضي من الأمة عملا، وفي السورة دروس في ذلك، إن السورة نموذج عجيب على تفصيل القرآن بعضه لبعض، ونموذج عجيب على تفصيل المحور ضمن حيزه، ونموذج عجيب على كيفية كون السورة في محلها تخدم مجموعة أمور دفعة واحدة، إن في سياقها الخاص أو العام، أو ضمن الوحدة القرآنية، وكل ذلك مع الإحكام، والبيان، والدروس الخالدة التي لا تتناهى، ومن ثم يبقى القرآن جديدا على قارئه ولو تلاه آلاف المرات، وجديدا في كل عصر، وفي كل زمان، وفي كل مكان، ولأمور كثيرة ورد في هذه السورة قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ إن هذا القرآن لا يمكن أن يكون على هذه الشاكلة لولا أن منزله المحيط علما بكل شئ، ولولا أن منزله ذو الحكمة الكاملة.