وسكنوا ولا تنفروا». وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ وأبي موسى حين بعثهما إلى اليمن:«بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا، وتطاوعا
ولا تختلفا». وفي السنن والمسانيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«بعثت بالحنيفية السمحة».
٣ - استدل قوم بقوله تعالى هنا: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ: على مشروعية التكبير في عيد الفطر. حتى ذهب داود الظاهري إلى وجوبه. وقال الحنفية: يكبر في طريقه إلى المصلى سرا بحيث يسمع نفسه. وعامة العلماء على استحبابه يوم الفطر.
٤ - روى الإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان. وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان. وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان». وأخرج ابن مردويه من حديث جابر وفيه:«أن الزبور أنزل لثنتي عشرة خلت من رمضان، والإنجيل لثماني عشرة، والباقي كما تقدم».
قال ابن كثير: وأما الصحف والتوراة والزبور والإنجيل فنزل كل منها على النبي الذي أنزل عليه جملة واحدة. وأما القرآن فإنما نزل جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا. وكان ذلك في شهر رمضان في ليلة القدر منه .. ثم نزل بعد مفرقا بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا روي من غير وجه عن ابن عباس.
وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ. فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ: قال ابن كثير: وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر كما رواه الإمام أبو داود .. عن عبد الله بن عمر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة». فكان عبد الله ابن عمر إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا. وروى- ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد». قال عبيد الله بن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمر يقول إذا أفطر: «اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شئ أن تغفر لي» وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتفتح