للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ...

...

وفي المقطع الثاني من سورة النساء:

وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ.

وفي المقطع الثالث من سورة الأحزاب:

فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ ....

فالصلة قائمة بين المقطع الثالث من سورة الأحزاب والمقطع الثاني من سورة النساء.

٣ - وبمناسبة الكلام عن صلات مقاطع سورة الأحزاب بسورتي النساء والمائدة نحب أن نذكر جزءا آخر من نظريتنا في فهم الوحدة القرآنية، لقد ذكرنا من قبل أنّ لكل سورة بعد سورة البقرة محورها من سورة البقرة وأن هذه السور تفصّل في المحور وارتباطاته وامتداداته، وهاهنا نضيف: أنّه عند ما تفصّل سورة سابقة بمحور، فإنّ السورة اللاحقة إذا فصّلت في المحور نفسه فإن تفصيلها ينصب على المحور وعلى السور التي فصّلت المحور من قبل؛ فتجد شبكة العلاقات بين المحور وامتداداته وارتباطاته، والسور التي فصّلته على أشدها.

٤ - قلنا إن مقاطع سورة الأحزاب تفصّل بالتناوب في محوري سورة النساء وسورة المائدة، وهذا المقطع له صلة بمحور سورة النّساء، ونلاحظ أن لهذا المقطع صلة بقضايا النّساء وهو موضوع من أهم المواضيع التي تظهر فيها الطاعة الحقيقية لله عزّ وجل.

فإذا كان محور سورة النساء من سورة البقرة هو قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فهذا المقطع يعطينا صورة كاملة عن التقوى وأهلها وصفاتهم من خلال الخطاب للقدوة العليا للبشر رسول

<<  <  ج: ص:  >  >>