للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع الشعب وقالوا الكلام حسن. فقال إيليا لأنبياء البعل اختاروا لأنفسكم ثورا واحدا وقربوا أولا لأنكم أنتم الأكثر وادعوا باسم آلهتكم ولكن لا تضعوا نارا. فأخذوا الثور الذي أعطى لهم وقربوه ودعوا باسم البعل من الصباح إلى الظهر قائلين يا بعل أجبنا.

فلم يكن صوت ولا مجيب. وكانوا يرقصون حول المذبح الذي عمل. وعند الظهر سخر بهم إيليا وقال ادعوا بصوت عال لأنه إله. لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فيتنبه. فصرخوا بصوت عال وتقطعوا حسب عادتهم بالسيوف والرماح حتى سال منهم الدم. ولما جاز الظهر وتنبأوا إلى حين إصعاد التقدمة ولم يكن صوت ولا مجيب ولا مصغ. قال إيليا لجميع الشعب تقدموا إلي. فتقدم جميع الشعب إليه.

فرمم مذبح الرب المنهدم. ثم أخذ إيليا اثني عشر حجرا بعدد أسباط بني يعقوب الذي كان كلام الرب إليه قائلا إسرائيل يكون اسمك. وبنى الحجارة مذبحا باسم الرب وعمل قناة حول المذبح تسع كيلتين من البزر. ثم رتّب الحطب وقطع الثور ووضعه على الحطب وقال املأوا أربع جرات ماء وصبوا على المحرقة وعلى الحطب. ثم قال ثنوا فثنوا وقال ثلثوا فثلثوا. فجرى الماء حول المذبح وامتلأت القناة أيضا ماء. وكان عند إصعاد التقدمة أن إيليا النبي تقدم وقال أيها الرب إله إبراهيم وإسحاق وإسرائيل ليعلم اليوم أنك أنت الله في إسرائيل وأني أنا عبدك وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور. استجبني يا رب استجبني ليعلم هذا الشعب أنك أنت الرب الإله وأنك أنت حولت قلوبهم رجوعا.

فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة. فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا الرب هو الله الرب هو الله. فقال لهم إيليا أمسكوا أنبياء البعل ولا يفلت منهم رجل. فأمسكوهم فنزل بهم إيليا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك).

وفي الإصحاح الثاني من سفر الملوك الثاني:

(وفيما هما يسيران (اليسع وإلياس) ويتكلّمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليّا في العاصفة إلى السماء).

أقول: إن هذا النّقل هو مرجع ما يذكره بعض المفسرين أنّ إيليّا رفع إلى السماء والله أعلم بصحة ذلك، فهم يجعلونه كالمسيح عليه السّلام، لكنّ المسيح قد نصّ القرآن على رفعه، وليس في إلياس نص.

<<  <  ج: ص:  >  >>