وشعيرة، وبين عبادة ينتكس فيها الإنسان ويرتكس. ورأينا فيما نقلنا عن الصوم عند الأمم كيف أن نوعا من الناس يدعون في صيامهم ما يزعمون أنه مظهر صفات الله النسوية في مختلف مظاهرها فأي جهل وجاهلية يكون عليها الإنسان بلا إسلام؟
٢ - يلاحظ أنه ما من عبادة أمرنا الله عزّ وجل بها إلا وقد أمرنا الله بذكره عقبها رأينا ذلك في آيات الصوم ونراه في آيات الصلاة بمجموعها.
ونراه هنا في بحث الحج، وما ذلك إلا ليبقى العبد في عبادة دائمة، ولنلاحظ أنه هنا في آيات الحج أمرنا بالاستغفار مع الأمر بالإفاضة من عرفات. فكأن المراد من ذلك أن يستشعر العبد قصوره في هذه المواطن كيلا يستشعر عجبا بعد أداء العبادة. وبمناسبة الأمر بالاستغفار نذكر ثلاثة أحاديث في الاستغفار وهي الفائدة الثالثة.
ا- قال صلى الله عليه وسلم:«من لازم الاستغفار، جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب».
ب- قال صلى الله عليه وسلم:«سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت. أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة. ومن قالها في يومه، فمات دخل الجنة». أخرجاه في الصحيحين
ج- في الصحيحين عن عبد الله بن عمر أن أبا بكر قال:«يا رسول الله؛ علمني دعاء أدعو به في صلاتي. فقال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. ولا يغفر الذنوب إلا أنت. فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني. إنك أنت الغفور الرحيم».
بعد الإفاضة من مزدلفة إلى منى، يرمي الحجيج عادة جمرة العقبة. فإذا رموها، ذبحوا هديهم، ثم حلقوا، وقد حل لهم كل شئ إلا النساء. ثم يطوفون طواف الإفاضة، وقد حل لهم كل شئ حتى النساء. ولم يبق عليهم إلا المبيت في منى، ورمي