للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- كِتاباً مُتَشابِهاً فهو يشبه بعضه بعضا في الصدق والبيان، والوعظ والحكمة، والإعجاز والإخبار، والتذكير والتبشير والإنذار، فكل جزء منه تظهر فيه خصائص القرآن كله، مع تعدّد المواضيع وكثرتها وتنوّعها، وهذا وحده معجز، وإلا فأي كتاب في العالم يتحدّث عن الإبداع بنفس الأسلوب الذي يتحدّث فيه عن قضايا الإرث. وقد أبرزنا هذا المعنى في كتاب (الرّسول) في فصل (المعجزة القرآنية).

ج- مَثانِيَ جمع مثنى بمعنى: مردّد ومكرّر؛ لما ثنّي من قصصه، وأنبائه وأحكامه، وأوامره ومعانيه ونواهيه، ووعده ووعيده، ومواعظه، وقد رأينا في هذا التفسير كيف أنّ بعض المعاني تثنّى مرات ومرات، وفي كلّ مرة تجد أسلوبا جديدا، وروحا جديدة، وعرضا جديدا، بشكل عجيب مدهش، غير مستطاع للبشر، وهذا وحده مظهر من مظاهر الإعجاز في هذا القرآن يدلّ على أنّه من عند الله.

د- تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ إن التأثير الذي يحدثه القرآن في القلوب المؤمنة المخبتة شئ عجيب، وقد وصفته الآية هنا، ووصفته آيات كثيرة في القرآن، إنّ مثل هذا التأثير لا يمكن أن يكون على مثل هذه الشاكلة، لولا أنه من عند الله. إن إيراد هذه الخصائص في سياق السورة تدليل على ما بدأ به المقطع من ذكر إنزال القرآن بالحق، ونفي لما نفاه محور السورة عن القرآن من ريب.

٣ - ثمّ إنّ الآية الثانية ذكرت علامات التقوى، وعلامات الاهتداء بالقرآن:

تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ فلنتذكر محور السورة هُدىً لِلْمُتَّقِينَ لنعلم أي تفصيل لما أجمل هناك قد وجد هنا.

٤ - نلاحظ أن خصائص أخرى للقرآن ستذكر، ولكن بعد المجموعة الخامسة التي تهيّج على التقوى فلنر المجموعة الخامسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>