السياق إلى الكلام عن التوحيد. ثم إنّ المجموعة ذكّرت بالموت، وذكّرت بمآل الإنسان، وذكّرت بالحساب والمحاكمة، ثمّ بيّنت أنه لا أظلم ممن كذب على الله، وكذّب بالصدق إذ جاءه، أي: بالقرآن والوحي، فبيّنت بذلك أن الكافرين سيخسرون المحاكمة بلا ريب، وسيدخلون النار.
٣ - ثمّ ذكرت المجموعة تعريفا جديدا للمتقين وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ وصلة ذلك بمحور السورة ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ واضحة، كما أن صلة ذلك بمقدمة المقطع إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ واضحة، كما أن صلة ذلك بمقدمة المجموعة وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ واضحة. وهكذا فالمجموعة خدمت سياق السورة، وتفصيل المحور بشكل واضح.
٤ - ولم يبق عندنا في المقطع الأول إلا مجموعة واحدة، فلنر كيف سار السياق إليها: بيّنت المجموعة الأولى أن الله أنزل القرآن بالحق، وأن هذا يقتضي عبادة وإخلاصا، وخصّت نوعا من أنواع العبادة بالذكر، وهو قيام الليل، ثم جاءت المجموعة الثانية تأمر الرسول صلّى الله عليه وسلم أن يعلن مجموعة أمور لها علاقة بالعبادة. ثم جاءت المجموعة الثالثة لتهيّج على التقوى، وتلفت النظر إلى ما يوصل إليها. ثم جاءت المجموعة الرابعة لتقارن بين المهتدين والضالين، وتبين بعض خصائص هذا القرآن. ثم جاءت المجموعة الخامسة لتحذّر وتنذر، ثم جاءت المجموعة السادسة لتحدّثنا عن خصائص أخرى للقرآن، وتوصلنا إلى ضرورة الإيمان به، وبمن أنزل عليه، فإذ استقر هذا كله، وانتفت الصوارف عن السير، إلا أن يعوق عن السير رهبة أو رغبة، أو تهديد أو تخويف، أو غير ذلك، ومن ثمّ تأتي المجموعة السابعة لتعالج أمثال هذه القضايا ..