كفران نعمة الوحي، والبينات والمعجزات، وتحذر من سلوك طريق الكافرين في أمر تزيين الدنيا، وكل ذلك مقدمة لتفصيلات الأحكام الإسلامية في سياق الأمر بالدخول في الإسلام كله، ثم تأتي آية فيها تبيان لحكمة إرسال الرسل، وإنزال الكتب، وتذكير بمنة الله على من يشاء هدايته، وصلة ذلك بتفصيل الأحكام الإسلامية في سياق الأمر بالدخول في الإسلام كله لا تخفى.
وبعد هذا تأتي آيتان بين يدي الآية التي تذكر فريضة القتال، آية تصحح مفهوما خاطئا هو أن يتصور متصور أنه لا ابتلاء، ولا شدة. وآية حول الإنفاق، وصلته بالقتال لا تخفى. وتأتي الآية التي تفرض القتال، ثم آية في تفصيل الجواب حول موضوع مرتبط بالقتال، وفيها ما هو كالتعليل لفريضة القتال. وفي هذا السياق تأتي آية لتصحيح مفهوم الرجاء الذي يغلط فيه أكثر الخلق، فتبين أن الذين يرجون رحمة الله هم من اجتمع لهم إيمان؛ وهجرة؛ وجهاد، حيث تكون الهجرة والجهاد واجبين، ثم تأتي أجوبة على ثلاثة أسئلة: سؤال حول الخمر والميسر، وهما داء العسكريين في العالم كله. وسؤال حول الإنفاق، وهو لا بد منه للقتال. وسؤال عن اليتامى. والحرب تخلف يتامى كثيرين. وبهذا تنتهي الفقرة، وتبدأ فقرة جديدة.
لاحظ الآن أن آخر آية في المقطع الأول من هذا القسم فيها: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ. وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ. لاحظ هذه الآية، ولاحظ أن هذه الفقرة التي هي مقدمة المقطع، ومقدمة القسم فيها كلام عن البينات، وعن الاختلاف، وعن القتال.
فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ.