للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحده هو الذي جعل القرآن بالنسبة لهؤلاء عمى. فالذي قالوه عن أنفسهم مما ذكرته السورة في مقدمتها أبرزته المجموعة هنا وبيّنت سببه، وهو كفرهم الذي لا يقوم على دليل بل الدليل ضدّه.

٣ - الملاحظ أنه قد ورد في أوائل السورة قوله تعالى: فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ وفي الآية السابقة على المجموعة الأخيرة ورد قوله تعالى: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ مما يفيد أنّ لامتدادات السورة صلة بمقدمتها، وأمّا الصّلة بين المجموعة السابعة والثامنة فواضحة، فالكلام كله عن الكفر بالآيات القرآنية والآيات الكونية.

٤ - نلاحظ أن في المجموعة السادسة حديثا عن المستقيمين على أمر الله، وأنّ في المجموعة السابعة حديثا عن الملحدين في آيات الله. وأنّ في المجموعة الثامنة حديثا عن القرآن في حق المؤمنين وعنه في حق الكافرين قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى وهكذا نجد أن المجموعة الثامنة تأخذ محلها في السياق القريب والبعيد للسورة.

٥ - نلاحظ أن محور السورة هو قوله تعالى. يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ... ومن التقوى كما ورد في أول سورة البقرة الاهتداء بهديه وعدم الارتياب فيه: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ...

وقد بيّنت المجموعة أنّ القرآن هدى وشفاء قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وذكرت خصائص من خصائص القرآن وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ .. وفي ذكر هذه الخصائص معالجة للريب في القرآن ولذلك صلته بمحور السورة وارتباطاته.

٦ - في كتابنا (الرسول صلّى الله عليه وسلم) فصّلنا في باب المعجزة القرآنية. موضوع أن القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وبيّنا أن ذلك وحده دليل على أن القرآن من عند الله، وهاهنا نشير إلى خصيصة من خصائص القرآن مذكورة في المجموعة: لقد وصف الله كتابه بأنه عزيز فقال: وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ ومن عزّته أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن عزّته أنه لا يطاله قلب الكافر، ومن ثم قال تعالى وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى وما ذلك إلا لعزّته فإنّه يأبى أن يصل إلى قلب كافر،

<<  <  ج: ص:  >  >>