كثيرة مما ذكرنا ومما لم نذكر، وذكر أنه ملك دمشق وأنه كان إذا استعرض الخيل صفت له من دمشق إلى اليمن، ثم ساق من طريق عبد الرزاق ... عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال:«ما أدري الحدود طهارة لأهلها أم لا؟ ولا أدري، أتبّع كان لعينا أم لا؟ ولا أدري ذو القرنين نبيا كان أم ملكا؟» وقال غيره: «عزير أكان نبيا أم لا» وكذا رواه ابن أبي حاتم والدارقطني. تفرد به عبد الرزاق. ثم روى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا:«عزير لا أدري أنبيا كان أم لا؟
ولا أدري ألعين تبعا أم لا؟» ثم أورد ما جاء في النهي عن سبه ولعنته كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وكأنه- والله أعلم- كان كافرا ثم أسلم، وتابع دين الكليم على يدي من كان من أحبار اليهود في ذلك الزمان على الحق قبل بعثة المسيح عليه السلام، وحج البيت في زمن الجرهميين، وكساه الملإ والوصائل من الحرير والحبر، ونحر عنده ستة آلاف بدنة، وعظمه وأكرمه ثم عاد إلى اليمن. وقد ساق قصته بطولها الحافظ ابن عساكر من طرق متعددة مطولة مبسوطة عن أبي بن كعب وعبد الله بن سلام وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم وكعب الأحبار، وإليه المرجع في ذلك كله وإلى عبد الله بن سلام أيضا، وهو أثبت وأكبر وأعلم، وكذا روى قصته وهب بن منبه ومحمد بن إسحاق في السيرة كما هو مشهور فيها. وقد اختلط على الحافظ ابن عساكر في بعض السياقات ترجمة تبّع هذا بترجمة آخر متأخر عنه بدهر طويل، فإن تبّعا هذا المشار إليه في القرآن أسلم قومه على يديه، ثم لما توفي عادوا بعده إلى عبادة النيران والأصنام فعاقبهم الله تعالى، كما ذكره في سورة سبأ. وقال سعيد بن جبير: كسا تبّع الكعبة، وكان سعيد ينهى عن سبه، وتبع هذا هو الأوسط واسمه أسعد أبو كريب بن ملكيكورب اليماني، ذكروا أنه ملك على قومه ثلاثمائة سنة وستة وعشرين سنة، ولم يكن في حمير أطول مدة منه، وتوفي قبل مبعث رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بنحو سبعمائة سنة. وذكروا أنه لما ذكر له الحبران من يهود المدينة أن هذه البلدة مهاجر نبي آخر الزمان اسمه أحمد، قال في ذلك شعرا واستودعه عند أهل المدينة فكانوا يتوارثونه ويروونه خلفا عن سلف، وكان ممن يحفظه أبو أيوب خالد بن زيد الذي نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلم في داره وهو: