صحيحه وأهل السنن من حديث الوليد ابن مسلم به، وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ قال: من كل مجلس، وقال الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ قال: إذا أراد الرجل أن يقوم من مجلسه قال سبحانك اللهم وبحمدك.
وروى ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي رباح أنه حدثه عن قول الله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ يقول حين تقوم من كل مجلس إن كنت أحسنت ازددت خيرا، وإن كنت غير ذلك كان هذا كفارة له، وروى عبد الرزاق في جامعه عن أبي عثمان الفقير أن جبريل علم النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. قال معمر: وسمعت غيره يقول هذا القول كفارة المجالس، وهذا مرسل وقد وردت أحاديث مسندة من طرق يقوي بعضها بعضا بذلك، فمن ذلك: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك» رواه الترمذي وهذا لفظه، والنسائي في اليوم والليلة من حديث ابن جريج، وقال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه الحاكم في مستدركه، وقال: إسناده على شرط مسلم إلا أن البخاري علله. قلت: علله الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم، ونسبوا الوهم فيه إلى ابن جريج على أن أبا داود قد رواه في سننه من طريق غير ابن جريج إلى أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، ورواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك من طريق الحجاج ابن دينار عن أبي برزة الأسلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخر عمره إذا أراد أن يقوم من المجلس: «سبحانك اللهم
وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل: يا رسول الله إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى، قال:
«كفارة لما يكون في المجلس» وقد روي مرسلا عن أبي العالية فالله أعلم، وهكذا رواه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله سواء، وروي مرسلا أيضا فالله أعلم. وكذا رواه أبو داود عن عبد الله ابن عمرو أنه قال:«كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم بهن كما يختم بالخاتم:
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» وأخرجه الحاكم من