للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ وقد وردت الأحاديث بذلك. روى الحافظ أبو بكر البزار عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس أن تغرب، فلم يبق منها إلا سف يسير فقال: «والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه» وما نرى من الشمس إلا يسيرا. (حديث آخر يعضد الذي قبله ويفسره) روى الإمام أحمد عن ابن عمر قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم والشمس على قعيقعان بعد العصر فقال: «ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقي من النهار فيما مضى» وروى الإمام أحمد عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بعثت أنا والساعة هكذا» وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى. أخرجاه من حديث أبي حازم سلمة ابن دينار. وروى الإمام أحمد عن وهب السوائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهذه من هذه إن كادت لتسبقني» وجمع الأعمش بين السبابة والوسطى.

وروى الإمام أحمد عن إسماعيل بن عبيد الله قال: قدم أنس بن مالك على الوليد ابن عبد الملك فسأله ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر به الساعة؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أنتم والساعة كهاتين» تفرد به أحمد رحمه الله وشاهد ذلك أيضا في الصحيح في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الحاشر الذي يحشر الناس على قدميه.

وروى الإمام أحمد عن خالد بن عمير قال: خطب عتبة بن غزوان فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا منها بخير ما يحضرنكم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا، والله لتملؤنه أفعجبتم والله لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام» وذكر تمام الحديث. انفرد به مسلم. وروى أبو جعفر بن جرير عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: نزلنا المدائن فكنا منها على فرسخ فجاءت الجمعة فحضر أبي وحضرت معه فخطبنا حذيفة فقال: ألا إن الله يقول: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ألا وإن الساعة قد اقتربت، ألا وإن القمر قد انشق، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإن اليوم

المضمار وغدا السباق. فقلت لأبي أيستبق الناس غدا؟ فقال: يا بني إنك لجاهل إنما هو السباق بالأعمال، ثم جاءت الجمعة الأخرى فحضرنا فخطب حذيفة فقال:

ألا إن الله عزّ وجل يقول: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ألا وإن الدنيا قد

<<  <  ج: ص:  >  >>