للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن كثير أكثر من قول ونقل مجموعة أحاديث قال: (أي أغصان نضرة حسنة تحمل من كل ثمرة نضيجة فائقة فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ؟ هكذا قال عطاء الخراساني وجماعة: أن الأفنان أغصان الشجر يمس بعضها بعضا، وروى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن النعمان قال: سمعت عكرمة يقول ذَواتا أَفْنانٍ يقول: ظل الأغصان على الحيطان، ألم تسمع قول الشاعر:

ما هاج شوقك من هديل حمامة ... تدعو على فنن الغصون حماما

تدعو أبا فرخين صادف طاويا ... ذا مخلبين من القصور قطاما

وحكى البغوي عن مجاهد وعكرمة والضحاك والكلبي أنه الغصن المستقيم، وروى أبو سعيد الأشج عن ابن عباس ذواتا أفنان: ذواتا ألوان، قال: وروي عن سعيد ابن جبير والحسن والسدي وخصيف والنضر بن عربي وابن سنان مثل ذلك، ومعنى هذا القول أن فيهما فنونا من الملاذ واختاره ابن جرير، وقال عطاء: كل غصن يجمع فنونا من الفاكهة، وقال الربيع بن أنس ذَواتا أَفْنانٍ واسعتا الفناء، وكل هذه الأقوال صحيحة ولا منافاة بينها والله أعلم، وقال قتادة: ذواتا أفنان يعني بسعتها وفضلها

ومزيتها على ما سواها. وروى محمد بن إسحاق عن أسماء بنت أبي بكر قالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر سدرة المنتهى فقال: «يسير في ظل الفنن منها الراكب مائة سنة- أو قال: يستظل في ظل الفنن منها مائة راكب- فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال» ورواه الترمذي من حديث يونس.

١٣ - بمناسبة قوله تعالى عن نساء الجنتين الأوليين: كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ قال ابن كثير: (وروى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من حرير حتى يرى مخها» وذلك قول الله تعالى: كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم استصفيته لرأيته من ورائه، وهكذا رواه الترمذي موقوفا ثم قال: وهو أصح. وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين على كل واحدة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الثياب» تفرد به الإمام أحمد من هذا الوجه. وقد روى مسلم حديث إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد بن سيرين قال: إما تفاخروا وإما تذاكروا، الرجال أكثر في الجنة أم النساء؟ فقال أبو هريرة: أو لم يقل أبو القاسم

<<  <  ج: ص:  >  >>