للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أفي الجنة فاكهة؟ قال: «نعم فيها فاكهة ونخل ورمان» قالوا:

أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا؟ قال: «نعم وأضعاف» قالوا: فيقضون الحوائج؟

قال: «لا ولكنهم يعرقون ويرشحون فيذهب الله ما في بطونهم من أذى» وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نخل الجنة سعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم ومنها حللهم، وورقها ذهب أحمر، وجذوعها زمرد أخضر، وثمرها أحلى من العسل وألين من الزبد وليس له عجم، وروى ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نظرت إلى الجنة فإذا رمانة من رمانها كالبعير المقتب» ثم قال: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ قيل: المراد خيرات كثيرة حسنة في الجنة، قاله قتادة. وقيل: خيرات حسان جمع خيرة وهي المرأة الصالحة، الحسنة الخلق، الحسنة الوجه قاله الجمهور، وروي مرفوعا عن أم سلمة، وفي الحديث الآخر الذي سنورده في سورة الواقعة إن شاء الله تعالى أن الحور العين يغنين: نحن الخيرات الحسان خلقنا لأزواج كرام، ولهذا قرأ بعضهم: فِيهِنَّ خَيْراتٌ بالتشديد حِسانٌ* فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ثم قال: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ وهناك قال: فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ ولا شك أن التي قد قصرت طرفها بنفسها أفضل ممن قصرت، وإن كان الجميع مخدرات، روى ابن أبي حاتم عن عبد الله ابن مسعود قال: إن لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليه كل يوم تحفة وكرامة وهداية لم تكن قبل ذلك لا مرحات، ولا طمحات، ولا بخرات، ولا ذفرات، حور عين كأنهن بيض مكنون، وقوله تعالى: فِي الْخِيامِ روى البخاري عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا للمؤمن في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمنون» ورواه أيضا من حديث أبي عمران به وقال ثلاثون ميلا وأخرجه مسلم من حديث أبي عمران به ولفظه: «إن للمؤمنين في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا، للمؤمن فيها أهل، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا» وروى ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال: الخيمة لؤلؤة واحدة فيها سبعون بابا من در، وروى أبي عن ابن عباس في قوله تعالى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ قال: في خيام اللؤلؤ وفي الجنة خيمة واحدة من لؤلؤة واحدة أربع فراسخ عليها أربعة آلاف مصراع من ذهب، وروى عبد الله بن وهب عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان

<<  <  ج: ص:  >  >>