٤ - بمناسبة قوله تعالى: وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ قال ابن كثير: (روى الإمام أحمد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن طير الجنة كأمثال البخت يرعى في شجر الجنة» فقال أبو بكر: يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة فقال: «آكلها أنعم منها- قالها ثلاثا- وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها» انفرد به أحمد من هذا الوجه. وروى الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه صفة الجنة من حديث إسماعيل ابن علي الحطمي عن نافع عن ابن عمر قال: ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم طوبى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر هل بلغك ما طوبى؟» قال: الله ورسوله أعلم قال: «طوبى شجرة في الجنة ما يعلم طولها إلا الله يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا، ورقها الحلل يقع عليها الطير كأمثال البخت» فقال أبو بكر: يا رسول الله إن هناك لطيرا ناعما؟ قال:«أنعم منه من يأكله وأنت منهم إن شاء الله تعالى» وقال قتادة في قوله تعالى: وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وذكر لنا أن أبا بكر قال: يا رسول الله إني أرى طيرها ناعمة كأهلها ناعمون، قال:«من يأكلها والله يا أبا بكر أنعم منها وإنها لأمثال البخت، وإني لأحتسب على الله أن تأكل منها يا أبا بكر». وروى أبو بكر بن أبي الدنيا عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال:
«نهر أعطانيه ربي عزّ وجل في الجنة أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طيور أعناقها يعني كأعناق الجزر» فقال عمر إنها لنا عمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«آكلها أنعم منها» وكذا رواه الترمذي وقال: حسن عن أنس. ثم روى ابن أبي حاتم عن عطاء عن كعب قال: إن طائر الجنة أمثال البخت، يأكل من ثمرات الجنة، ويشرب من أنهار الجنة، فيصطففن له، فإذا اشتهى منها شيئا أتى حتى يقع بين يديه فيأكل من خارجه وداخله، ثم يطير لم ينقص منه شئ؛ صحيح إلى كعب، وقال الحسن بن عرفة عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا»).
٥ - بمناسبة قوله تعالى: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ قال ابن كثير: (روى الحافظ أبو بكر أحمد بن سلمان النجار عن سليم بن عامر قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم قال: أقبل أعرابي يوما فقال: يا رسول الله ذكر الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«وما هي؟» قال:
السدر فإن له شوكا مؤذيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس الله تعالى يقول: فِي