للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجوزة، تنبت على ساق واحد وينفرش أعلاها. قال: عظم العنقود؟ (أي: في شجرة طوبى) قال: مسيرة شهر للغراب الأبقع لا يفتر. قال: ما عظم أصلها؟

قال: لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما.

قال: فيها عنب؟ قال: نعم. قال: فما عظم الحبة؟ قال: هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما، قال: نعم. قال: فسلخ إهابه فأعطاه أمك، فقال: اتخذي لنا منه دلوا؟. قال: نعم. قال: فإن تلك الحبة لتشبعني وأهل بيتي؟ قال: نعم وعامة عشيرتك).

أقول: من قوله عليه الصلاة والسلام: «إنه عرضت علي الجنة ... فتناولت قطفا من عنب لآتيكم به فحيل بيني وبينه» فهمت أن الجنة غيب من الغيب، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم رآها عند ما دنت له، ولم يرها غيره، وإذ كانت الجنة جزءا من السماء السابعة فهذا يفيد أن السموات السبع غيب من الغيب. فهذا الحديث أحد أدلتي فيما ذهبت إليه في هذا التفسير أن السموات السبع التي أخبرنا عنها القرآن سماوات غيبية محجوبة عن الإنسان، فهي موجودة ولكنها مغيبة عنا، والسماء المرئية لنا هي السماء اللغوية فكل ما علاك فهو سماء، وندر من الناس من يعرف كيف يحمل لفظ السماء إذا ورد في كتاب أو سنة، فقد يرد ويراد به مطلق العلو، وقد يرد ويراد به السحاب، وقد يرد ويراد به مجرات هذا الكون، وقد يرد ويراد به السموات السبع.

٩ - بمناسبة قوله تعالى: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً* فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً* عُرُباً أَتْراباً* لِأَصْحابِ الْيَمِينِ قال ابن كثير: (أي أعدناهن في النشأة الأخرى بعد ما كن عجائز رمصا صرن أبكارا عربا، أي بعد الثيوبة عدن أبكارا، عربا متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة. وقال بعضهم: عربا أي غنجات، قال: موسى ابن عبيدة الربذي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنا أنشأناهن إنشاء قال: نساء عجائزكن في الدنيا عمشا رمصا» رواه الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم ثم قال الترمذي: غريب، وموسى ويزيد ضعيفان وروى ابن أبي حاتم عن سلمة بن يزيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى:

إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً يعني: الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا، وروى عبد ابن حميد ... عن الحسن قال أتت عجوز فقالت: يا رسول الله ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال: «يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز» قال: فولت تبكي قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>