٢ - من قوله تعالى في ختام الآيات السابقة: وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ نعلم جهل الذين يتصورون أن الإسلام عقائد وعبادات فقط فالإسلام عقائد وشعائر وشرائع يجب الإيمان بها جميعا وإلا فهو الكفر.
٣ - الظهار في حد ذاته نقض غير صحيح لعقد موثق هو عقد الزواج، قال الله عزّ وجل: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً كما أنه قطع لما أمر الله به أن يوصل، وهو البر بالأزواج، ولذلك صلاته بالمحور الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ.
٤ - ختم الله مقدمة سورة المجادلة بقوله تعالى: ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ ثم يأتي بعد ذلك في السورة المقطع الأول وهو مبدوء بقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا ... فالصلة واضحة بين مقدمة سورة المجادلة وبين ما يأتي بعدها مباشرة؛ فالأحكام الشرعية وجدت لتحقيق الإيمان بالله والرسول، والرافضون لها والعاملون على تهديمها واستبدالها بغيرها محاربون لله والرسول ولذلك يأتي الحديث عنهم.
٥ - لاحظ التكامل بين سورتي الحديد والمجادلة: في سورة الحديد يأتي قوله تعالى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ ويا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ، وفي سورة المجادلة يأتي قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا وإِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ إنهما سورتان تتعانقان وتتكاملان، ولا غرابة فهما مجموعة واحدة.
٦ - لاحظ صلة بداية المقطع اللاحق بالمحور: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا لاحظ صلة ذلك بقوله تعالى: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ إن محادة الله ورسوله يدخل فيها نقض الميثاق، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، والإفساد في الأرض والكبت الذي تهدد الله به المحادين مظهر من مظاهر خسارة الفاسقين.