يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً وقد ختم المقطع بقوله تعالى: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ* اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ من تشابه البداية والنهاية نعرف وحدة المقطع، ونعرف أن السياق الرئيسي فيه هو في الذين يحادون الله ورسوله؛ بدليل مجئ الحديث عنهم في البداية والنهاية والوسط.
٣ - مما جاء في المقطع نعرف بعض صفات المحاربين لله ورسوله: ١ - أنهم يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول. ٢ - أنهم يوالون الكافرين. ٣ - أنهم كثير والحلف الكاذب. ٤ - أنهم ينسون ذكر الله لأن الشيطان مستحوذ عليهم. ومن صلة السورة بمحورها، ومن وصف هؤلاء بالخسران كما وصف الفاسقون في المحور، نعلم أن هذه تفصيلات لصفات الفاسقين الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ.
٤ - من المقطع نعرف بعض مظاهر خسران هؤلاء الفاسقين: الكبت في الدنيا والآخرة والعذاب الشديد في الآخرة.
٥ - وبعد هذه الجولة في الكلام عن المحادين لله ورسوله يأتي المقطع الثاني ليبدأ بالكلام عن هؤلاء المحادين لله ورسوله وعقوبتهم الدنيوية، وما يقابل موقفهم الفاسد من موقف صحيح هو موقف أهل الإيمان، ويستقر الكلام في المقطع الثاني على ذكر اسم حزب الله، بعد أن استقر الكلام في المقطع الأول على ذكر اسم حزب الشيطان فلننتقل إلى المقطع الثاني.