للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الملك والقدوس) وبهذا يكون قد جاء في الآية الأولى منها أربعة أسماء لله عزّ وجل، وهذا يشير إلى أن السورة مجلى لهذه الأسماء كلها.

٢ - بعد الآية الأولى من السورة يأتي قوله تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ ويأتي في سياق السورة قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً ثم يأتي في سياق السورة قوله تعالى: إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ولذلك كله علاقته بمقدمة سورة البقرة: الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ....

٣ - وسورة الجمعة تتحدث عن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ولذلك صلة بقوله تعالى في سورة البقرة: كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ كما تتحدث عن كراهية اليهود للموت:

قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ... وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ولهذا صلة بما جاء في سورة البقرة عن اليهود:

وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ... وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ ....

وتعليل هذا أن من امتدادات معاني مقدمة سورة البقرة هذه الآيات، فجاءت سورة الجمعة تفصل في مقدمة سورة البقرة وامتدادات معانيها.

٤ - تتألف سورة الجمعة من مقدمة وثلاث فقرات واضحة التمايز، واضحة الترابط، أما المقدمة فآية واحدة، وأما الفقرة الأولى فثلاث آيات، وأما الفقرة الثانية فأربع آيات، وأما الفقرة الثالثة فثلاث آيات، ولنبدأ عرض السورة.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>