للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومظهر حكمته، فمن اعترض على ذلك فإنه لا يعرف جلال الله. فلا يعترض على ذلك إلا جاهل.

٢ - يلاحظ أن سورة البقرة ذكرت في الآية (١٢٩) على لسان إبراهيم عليه السلام: رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وأن سورة البقرة ذكرت في الآية (١٥١) قوله تعالى: كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ وقد رأينا أثناء الكلام عن سورة الصف قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الحسن عند ما قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك، قال: «دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام» هذا كله يفيد المنة ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما بعثه الله عزّ وجل به، ومن ذلك تلاوة القرآن، وتعليمه مع الحكمة، وتزكية الأنفس على ذلك، ولذلك صلته بمقدمة سورة البقرة: الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ.

٣ - إن ما ذكرناه في النقطة السابقة فيه نموذج على ما ذكرناه من قبل من كون الفقرة السابقة تعرضت لموضوع في أعماق سورة البقرة، فعرضته في سورة تفصل في مقدمة سورة البقرة للإشارة إلى أن هذا الموضوع مشدود بسبب إلى تلك المقدمة.

٤ - وبعد أن ذكر الله عزّ وجل في الفقرة السابقة ما ذكر من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم للأميين ليعلمهم الكتاب والسنة ويزكيهم، تأتي فقرة تحدثنا عن تقصير بني إسرائيل في حملهم الكتاب الذي أنزل عليهم، وفي ذلك درس للعرب ألا يكونوا مثلهم، كما تتحدث عن دعاوى بني إسرائيل مع الله، وتفنيدها، وفي ذلك درس للمدعين من هذه الأمة الذين لا يحملون القرآن حق الحمل، ويزعمون أنهم من الله عزّ وجل في المقام الأعلى، فلنر الفقرة الثانية بعد أن عرضنا صلتها بما قبلها.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>