للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نَسْفاً* فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً وقال تعالى: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً)، وقال الألوسي: (روى الضحاك عن ابن عباس أن الساهرة أرض من فضة لم يعص الله تعالى عليها قط، يخلقها عزّ وجل حينئذ).

٥ - هناك خلاف كثير حول فرعون موسى من هو؟

من الأقوال في ذلك أنه رعمسيس الثاني، ومن المعروف تاريخيا أن رعمسيس الثاني قد أصدر منشورا يعلن فيه عن ربوبيته، وقد عثر على نص هذا المنشور مكتوبا على أوراق البردي، فهل لذلك صلة بما قاله الله عزّ وجل في سورة النازعات: فَحَشَرَ فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى؟ إن كان رعمسيس الثاني هو فرعون موسى فالأمر واضح، وإلا فإن فكرة تأليه النفس عند الفراعنة كانت تتكرر مرة بعد مرة.

٦ - في قوله تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها معجزتان علميتان فالدحو في اللغة العربية يفيد التكوير؛ ولذلك تسمي العرب بيض النعام في الرمل الأدحية أو الأدحوة، والقول بكروية الأرض لم يكن معروفا في جزيرة العرب حين تنزل القرآن، فالإشارة إليه دليل على أن القرآن من عند الله، والمعجزة الثانية في الآية أنها ذكرت أن الأرض خلقت بعد المجرات التي هي سماء بالاصطلاح اللغوي، وهذا الاتجاه تجمع عليه النظريات العلمية الحديثة، فكل النظريات العلمية الحديثة تعتبر أن نشأة الأرض تأخرت عن نشأة الكون ككل، وقد خلط كثير من المفسرين بين السماوات السبع وبين السماء ككل، فالسّماوات السبع غيبية، وخلقها جاء متأخرا عن خلق الأرض بنص القرآن، وأما السماء ككل والتي تعني مجرات هذا الكون وتوابعها فهذه قد تقدم خلقها على خلق الأرض بنص آية النازعات، وتلك من معجزات القرآن، فلم يعرف في العلوم القديمة ولا في الكتب المتوارثة أن وجد كلام يتحدث عن الأرض وعن السموات السبع وعن الكون بمثل هذه الدقة. بقي أن نبرهن على صحة ما اتجهنا إليه في فهم آية النازعات فنقول: هناك سماوات سبع خلقت بعد الأرض قطعا بنص القرآن: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ... وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ* ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ*

<<  <  ج: ص:  >  >>