آمن الناس كلهم، فأمر بأفواه السكك فخدت فيها الأخاديد، وأضرمت فيها النيران وقال: من رجع عن دينه فدعوه وإلا فأقحموه فيها، قال: فكانوا يتعادون ويتدافعون، فجاءت امرأة بابن لها ترضعه فكأنما تقاعست أن تقع في النار فقال الصبي: اصبري يا أماه فإنك على الحق».
وهكذا رواه مسلم في آخر الصحيح، ورواه النسائي واختصر أوله، وقال ابن كثير:
(وقال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنه حدث أن رجلا من أهل نجران كان في زمان عمر بن الخطاب حفر خربة من خرب نجران لبعض حاجته فوجد عبد الله بن التامر تحت دفن فيها قاعدا واضعا يده على ضربة في رأسه ممسكا عليها بيده، فإذا أخذت يده عنها تنبعث دما، وإذا أرسلت يده ردت عليها فأمسكت دمها وفي يده خاتم مكتوب فيه ربي الله فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب يخبره بأمره، فكتب عمر إليهم أن أقروه على حاله وردوا عليه الذي كان عليه ففعلوا).
٤ - عند قوله تعالى: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ قال ابن كثير: (روى ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ فقام يستمع فقال: «قد جاءني»).
أقول: في ذلك أدب عظيم في كيفية تلقي هذا القرآن والتجاوب معه.
٥ - عند قوله تعالى: فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ قال ابن كثير: (كما روينا عن أبي بكر الصديق أنه قيل له وهو في مرض الموت هل نظر إليك الطبيب؟ قال: نعم، قالوا: فما قال لك؟ قال: قال لي: إني فعال لما أريد). ولننتقل إلى سورة الطارق.