فهذا طريق التدسية: رفض الإنذار، وعدم الاستفادة منه.
٢ - وكما عرفنا ماهية التزكية من خلال الربط بمحور السورة فإننا نعرفه مما قبلها، ومما بعدها، ففي سورة البلد ورد قوله تعالى: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ* فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ* أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ* يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ* أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ* ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ فهكذا نجد الخير وهو نفسه التقوى، وفيه زكاة النفس، وسنرى في سورة الليل: الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى مما يشير إلى أن سورة الليل تفصل في موضوع التزكية وهو شئ بديهي، فما دامت سورة الشمس وسورة الليل تفصلان في محور واحد فلا بد أن يكون التكامل بين المعاني قائما.
٣ - مما ذكرنا تتضح صلة السورة بما قبلها وما بعدها من سور مجموعتها، كما تتضح صلة السورة بمحورها من سورة البقرة.
لاحظ قوله تعالى في السورة: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها وصلته بالكلام عن المتقين والكافرين في أول سورة البقرة. ولاحظ قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها* وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها وصلته بالكلام الوارد عن الكافرين والمتقين هناك.
٤ - من قوله تعالى: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها* وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها نعلم أن التدسية فجور، وأن التزكية تقوى، وهناك صلة بين الفجور ورفض الإنذار، وبين التزكية والاهتداء بكتاب الله والصلاة والزكاة والإيمان، وهي المعاني التي تعرضت لها مقدمة سورة البقرة.
٥ - بعد أن قرر الله عزّ وجل أن الفلاح بتزكية النفس، وأن الخسران بتدسيتها.