٢ - وبمناسبة ذكر قريش في السورة قال النسفي:(وقريش ولد النضر بن كنانة سموه بتصغير القرش وهو دابة عظيمة في البحر تعبث بالسفن ولا تطاق إلا بالنار.
والتصغير للتعظيم فسموهم بذلك لشدتهم، ومنعتهم تشبيها بها، وقيل من القرش وهو الجمع والكسب، لأنهم كانوا كسابين بتجاراتهم وضربهم في البلاد).
٣ - وبمناسبة قوله تعالى: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ أقول: لقد كان من حجج قريش الرئيسية في استمرارهم على الكفر قولهم الذي عرضته سورة القصص وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ وقد جاءت سورتا الفيل وقريش فأكملت الحجة على قريش، فالله عزّ وجل فعل بأصحاب الفيل ما فعل، وفعل لقريش ما فعل، وهم كفار أيتخلى عنهم إذا أسلموا؟ لقد أسلمت قريش فيما بعد فكيف كان واقع الحال؟ هل ازدادت مكة بعد الإسلام خوفا أو فقرا، أم ازدادت أمنا وغنى، وفي ذلك درس لكفار عصرنا الذين يرفضون الإسلام خوفا من عدو، أو خشية من فقر.