السّيئات، والأخرى تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع ما تقبّلت التوبة، ولا تزال التوبة تقبل حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه، وكفى الناس العمل». وهذا الحديث حسن الإسناد.
و- روى ابن مردويه ... عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلت: يا رسول الله، ما آية طلوع الشمس من مغربها؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:
«تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين فبينما الذين كانوا يصلون فيها، يعملون كما كانوا يعملون قبلها، والنّجوم لا ترى، قد غابت مكانها، ثمّ يرقدون، ثمّ يقومون فيصلّون، ثم يرقدون، ثمّ يقومون تبطل عليهم جنوبهم، حتى يتطاول عليهم الليل، فيفزع الناس ولا يصبحون فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذ طلعت من مغربها، فإذا رآها الناس آمنوا، ولا ينفعهم إيمانهم».
ز- روى ابن مردويه ... عن عبد الله بن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ليأتين على الناس ليلة تعدل ثلاث ليال من لياليكم هذه، فإذا كان ذلك يعرفها المتنفلون؛ يقوم أحدكم يقرأ حزبه، ثمّ ينام، ثمّ يقوم فيقرأ حزبه، ثمّ ينام، فبينما هم كذلك، إذ صاح الناس بعضهم في بعض، فقالوا: ما هذا؟ فيفزعون إلى المساجد، فإذا هم بالشمس قد طلعت، حتى إذا صارت في وسط السماء رجعت من مطلعها- قال حينئذ- لا ينفع نفسا إيمانها». قال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
والذي نحب أن نلفت إليه النظر في هذا الموضوع هو:
١ - إن الشمس في كل لحظة في شروق وغروب بالنسبة لمجموع الأرض، ومن أجل هذا فإن حديث أبي ذرّ:«تدري أين تذهب الشمس إذا غربت؟» قلت لا أدري قال: إنها تنتهي دون العرش فتخرّ ساجدة ثم تقوم حتى يقال لها: ارجعي» يمكن حمله على أن الشمس دائما تحت العرش وأنها في كل لحظة ساجدة، وأنها في كل لحظة تستأذن ربها في الاستمرار استئذانا الله أعلم بكيفيّته، فهي مستمرة على سنتها هذه، وقانونها الذي فطرها الله عليه حتى تأتى اللحظة التي يريد الله بها أن يحدث الأحداث الكبرى من أشراط الساعة، كمقدمة لقيام الساعة، عندئذ يأمرها بتغيير سنّتها.
ويحتمل أن يكون المراد من الحديث غروبا خاصا لها، بالنسبة لمجموع الكرة الأرضية، تصبح فيه أقرب ما تكون إلى العرش في حالة الله أعلم بها، إذ إن موضوع دوران