عورة هذه ولا هذه عورة هذا ... ) وتذكر التوراة أن الحية هي التي قامت بدور الموسوس وأثر هذا على كلام المفسرين المسلمين؛ فجعلوا للحية دورا في عملية الوسوسة، بأن دخل الشيطان بواسطتها إلى الجنة بعد أن أخرج منها، وكان على بابها في الأمر الأول بالخروج، وليس في تفصيل شئ من ذلك منفعة تعود على المخاطب، ولذلك لم يفصل الله بها ولا رسوله؛ فلا نقف كثيرا عند هذه القضايا، والتوراة الحالية في هذا القسم منها واضحة التناقض، فبينما تشعر في مكان منها بأن الجنة كانت على الأرض تقول في آخر القصة (فطرد الإنسان وأقام شرقي عدن (أي جنة عدن) الكروبيم (أي العرش) ولهيب سيف فتقلب لحراسة طريق شجرة الحياة، وهذا يقابل جعل السماء رجوما للشياطين) فبينما ترى هنا كلاما عن جنة فوقها عرش الرحمن، وبينها وبين سكان الأرض ما بينها، تجد ما يشعر بغير ذلك، في مكان آخر، وكما قلنا فليس في التوراة الحالية ما نأخذ منه إلا للاستئناس، وفيما يوافق الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الكتاب والسنة، وقد لاحظنا أن كثيرا مما روي عن ابن عباس، وأبي بن كعب وغيرهما في هذا المقام، له أصل في التوراة
٨ - إن من أهم ما ينبغي أن نلاحظه في قصة آدم عليه السلام أن المذنب لا يمر بدون نوع عقوبة، ولو رافقته توبة، ونسأل الله العفو والعافية وحسن الختام.
٩ - من المعلوم أن هناك صراعا عنيفا بين المعتزلة وأهل السنة والجماعة حول خلق أفعال العباد، فالمعتزلة يزعمون أن العبد يخلق أفعاله، وأهل السنة يقولون بما قرره القرآن اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ* وبمناسبة قوله تعالى فَبِما أَغْوَيْتَنِي التي هي من حجج أهل السنة والجماعة، يروي النسفي قصة عن طاوس (أنه كان في المسجد الحرام فجاء رجل قدري. [أي لا يؤمن بالقدر» فقال طاوس: تقوم أو تقام؟ فقام الحرام فجاء رجل قدري- أي لا يؤمن بالقدر- فقال طاوس: تقوم أو تقام؟ فقام أغويتني. وهو يقول: أنا أغوي نفسي.
١٠ - عند ما أمر الله آدم وحواء بالهبوط إلى الأرض تذكر التوراة في سفر التكوين الإصحاح الثالث أن الله قال: (وقال للمرأة تكثيرا أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادا، وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك، وقال لآدم، لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا: لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل كل أيام حياتك، وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب