ثم قال الألوسي:(فإن المتعارف أن اليوم من طلوع الشمس إلى غروبها ولم تكن هي حينئذ. نعم العرش وهو المحدد على المشهور موجود إذ ذاك على ما يدل عليه بعض الآيات، وليس بقديم كما يقوله من ضل عن الصراط المستقيم لكن ذاك ليس نافعا في تحقق اليوم العرفي وإلى حمل اليوم على المتعارف وتقدير المضاف ذهب جمع من العلماء).
ثم قال الألوسي. (وإلى حمله على اللغوي، وعدم التقدير ذهب آخرون وقالوا: كان مقدار كل يوم ألف سنة، وروي ذلك عن زيد بن أرقم).
وقال صاحب الظلال في الستة أيام التي تم فيها الخلق:(فأما الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض، فهي كذلك غيب لم يشهده أحد من البشر ولا من خلق الله جميعا: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ .. وكل ما يقال عنها لا يستند إلى أصل مستيقن. إنها قد تكون ست مراحل. وقد تكون ستة أطوار. وقد تكون ستة أيام من أيام الله التي لا تقاس بمقاييس زماننا الناشئ من قياس حركة الأجرام إذ لم تكن قبل الخلق هذه الأجرام التي نقيس نحن بحركتها الزمان! .. وقد تكون شيئا آخر .. فلا يجزم أحد ماذا يعني هذا العدد على وجه التحديد .. وكل حمل لهذا النص ومثله على «تخمينات» البشرية لا يتجاوز مرتبة الفرض والظن- باسم «العلم!» الذي لا يتجاوز في هذا المجال درجة الظنون والفروض).
٢ - قال ابن كثير:(وأما قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا: وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شئ من خلقه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات القديمة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى)
٣ - في قوله تعالى: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً معجزة كبرى إذ فيها تقرير