ولا شك أن فرضية القتال ترتبط بها موضوعات متعددة، منها النفسي، ومنها المادي، ومنها غير ذلك، ومن ثم نلاحظ أن سورة الأنفال تبدأ ب يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ... تبدأ بنفس الكلمة التي صدرت بها الآية التي جاءت بعد آية القتال مباشرة من سورة البقرة، ثم تستمر سورة الأنفال في تفصيل قضايا متعلقة بالقتال، ثم تأتي سورة براءة في نفس الاتجاه، وعلى نفس المحور، فهما تفصيل لهذا الجزء من سورة البقرة، ولكنه ليس تفصيل المناطقة، ولا تفصيل القانونيين، ولا تفصيل الشعراء، وإنما تفصيل العليم الخبير المحيط علما بكل شئ، يفصل ما يحتاج إلى تفصيل بما يستوعب التربية والتشريع والتعليم، وحالات النفس وحاجاتها، وغير ذلك، مما لا يحيط به إلا الله.
وسنحاول أثناء عرض السورتين أن نبرهن على أن السورتين تفصيل للآيات الثلاثة التي ذكرناها ولكنا هنا نكتفي بإشارات سريعة:
أول الآيات الثلاث هي قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وبعد مقدمة سورة الأنفال مباشرة يأتي قوله تعالى: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ