للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمر قال: لما قتل أبو عبيد: قال عمر: أيها الناس أنا فئتكم. وقال مجاهد: قال عمر:

أنا فئة كل مسلم.

٤ - وفي سبب نزول قوله تعالى فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى قال ابن كثير: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه- يعني يوم بدر- فقال: يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في أرض أبدا». فقال له جبريل: خذ قبضة من التراب فارم بها في وجوههم. فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين أحد إلا أصاب عينيه وفمه تراب من تلك القبضة؛ فولوا مدبرين. وقال السدي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه يوم بدر: «أعطني حصبا من الأرض» فناوله حصبا عليه تراب، فرمى به في وجوه القوم، فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شئ. ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم وأنزل الله فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وروى أبو معشر المدني عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي قالا: لما دنا القوم بعضهم من بعض، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم وقال: «شاهت الوجوه» فدخلت في أعينهم كلهم. وأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلونهم ويأسرونهم، وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى قال: هذا يوم بدر، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث حصيات، فرمى بحصبات ميمنة القوم، وحصيات في ميسرة القوم، وحصيات بين أظهرهم وقال: «شاهت الوجوه»، فانهزموا. وقد روي في هذه القصة عن عروة ومجاهد وعكرمة وقتادة وغير واحد من الأئمة أنها نزلت في رمية النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وإن كان قد فعل ذلك يوم حنين أيضا.

أقول: وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من رمية فيها معجزة، ولكن الآية نزلت في حادثة بدر. وقد غلط من ظن أن هذا لم يكن إلا يوم حنين.

٥ - وفي سبب نزول قوله تعالى إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ نذكر ما يلي:

روى الإمام أحمد .. عن عبد الله بن ثعلبة: أن أبا جهل قال حين التقى القوم: اللهم أقطعنا الرحم، وآتانا بما لا نعرف فاحنه الغداة. فكان المستفتح. وأخرجه النسائي

<<  <  ج: ص:  >  >>