للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استبشر ثم قال: «إن اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون». وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما في تفسير اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا. وقال السدي: استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم)

٦ - وبمناسبة قوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ نقول: إن من قرأ كتاب الغارة على العالم الإسلامى.

وكتاب التبشير والاستعمار. يجد صورة من صور إرادة النصارى إطفاء نور هذا الإسلام، ومن قرأ كتاب بروتوكولات حكماء صهيون، عرف مظهرا من مظاهر إرادة اليهود إطفاء نور الله، ومن قرأ تاريخ الاستعمار في العالم الإسلامي، عرف صورة أخرى من صور الرغبة في إطفاء نور الله، والأمر واسع جدا، فما من لحظة من التاريخ من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عصرنا هذا إلا والتآمر على هذا الدين قائم. والرد العملي على ذلك كله هو الجهاد. ولذلك فإن الله ذكر هذا المعنى في كتابه هاهنا في سياق الأمر بالقتال.

٧ - وبمناسبة قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ نقول:

إن كثيرين من المسلمين في عصرنا يظنون ظنا خاطئا أن الإسلام قد انتهى دوره وغرب هلاله، وبعضهم ينتظر ظهور المهدي وقيام الساعة، وقد ناقشنا هذا النوع من

التفكير في كتابنا جند الله ثقافة وأخلاقا، وقد بينا من السنة الصحيحة خطل هذا الفهم. وذكرنا ما ورد في الحديث الصحيح من التبشير بفتح المسلمين روما بعد القسطنطينية، ولم تفتح روما بعد. وهي مفتوحة بإذن الله. وذكرنا قوله عليه الصلاة والسلام هناك: «أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره» مما يدل على أن الإسلام بعد فتوره سينشط، وإني لأرجو ألا يموت جيلنا إلا وقد وضع الأساس لبداية عظيمة، نهايتها نشر ظل الإسلام على العالم كله بإذن الله. وبهذه المناسبة نذكر ما ذكره ابن كثير مع حذف الأسانيد:

في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها». وروى الإمام أحمد .. عن مسعود بن قبيصة بن مسعود يقول: صلى هذا الحي من محارب الصبح، فلما صلوا قال شاب

<<  <  ج: ص:  >  >>