للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وفي تفسير (البرهان) في قوله تعالى: لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كلام كثير للمفسرين كذلك، وليس في هذا الكلام الكثير من شئ يمكن أن يكون قاطعا في هذا الموضوع، والتوراة الحالية ساكتة عن مثل هذا وأكثر المفسرين على أنه رأى صورة أبيه يعقوب عاضا على إصبعه بفمه. ذكر ذلك ابن كثير عن ابن عباس، وسعيد، ومجاهد، وسعيد بن جبير، ومحمد بن سيرين، والحسن، وقتادة، وأبي صالح، والضحاك، ومحمد بن إسحاق وغيرهم. إلا أن الذي يرجحه النسفي أن البرهان هو النظر في دلائل التحريم. ذكر ذلك بعد أن ذكر القول الذي يورده بعضهم في معرض:

أنه هم بها فأراه الله صورة يعقوب ... قال: (ويدل على بطلانه قوله: هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ولو كان ذلك منه أيضا لما برأ نفسه من ذلك، وقوله كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ ولو كان كذلك لم يكن السوء مصروفا عنه. وقوله ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ولو كان كذلك لخانه بالغيب. وقوله ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ولأنه لو وجد منه ذلك لذكرت توبته واستغفاره كما كان لآدم ونوح وذي النون وداود عليهم السلام. وقد سماه الله مخلصا، فعلم بالقطع أنه ثبت في ذلك المقام وجاهد نفسه مجاهدة أولي العزم ناظرا في دلائل التحريم حتى استحق من الله الثناء. قال ابن جرير:

والصواب أن يقال إنه رأى آية من آيات الله تزجره عما كان هم به. وجائز أن يكون صورة يعقوب وجائز أن يكون صورة الملك، وجائز أن يكون ما رآه مكتوبا من الزجر عن ذلك، ولا حجة قاطعة على تعيين شئ من ذلك، قال ابن كثير: فالصواب أن نطلقه كما قال الله تعالى).

٦ - يختار ابن جرير أن الشاهد الذي شهد ليوسف كان صبيا في المهد. ويختار غيره أنه كان رجلا. قال ابن كثير بعد أن نقل كلام ابن جرير وقد ورد منه حديث مرفوع، فقال ابن جرير ... عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«تكلم أربعة وهم صغار» فذكر فيهم شاهد يوسف، ورواه غيره عن حماد بن سلمة عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: «تكلم أربعة صغار: ابن ماشطة بنت فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى ابن مريم» للآلوسي تحقيق عند قوله تعالى وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها ننقله كله لما فيه من فوائد، قال: (ذهب جمع إلى أنه كان ابن خالها، وكان طفلا في المهد أنطقه الله تعالى ببراءته عليه السلام، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم «تكلم أربعة في المهد وهم صغار: ابن ماشطة، ابنة فرعون،

<<  <  ج: ص:  >  >>