جاز الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟». وروى الإمام أحمد ... عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك». قالوا: يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال:«أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك». وروى الإمام أحمد ... عن رجل من بني كاهل قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقام عبد الله ابن حرب وقيس بن المضارب فقالا: والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون، قال: بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: «يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل». فقال له من شاء الله أن يقول:
فكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال:«قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه». وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه النسائي من حديث يعلى بن عطاء سمعت عمرو بن العاص سمعت أبا هريرة قال: قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي، قال:«قل: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شئ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه». وزاد الإمام أحمد في رواية له في آخره «وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم».
٢ - بمناسبة قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى تثار قضيتان: الأولى: أنه لا نبوة ولا رسالة في النساء. والقضية الثانية: أنه لا نبوة في أهل البادية: وفي القضية الأولى يقول ابن كثير بمناسبة الآية: (يخبر تعالى أنه أرسل رسله من الرجال لا من النساء وهذا قول جمهور العلماء، كما دل عليه سياق هذه الآية الكريمة، وأن الله تعالى لم يوح إلى امرأة من بنات بني آدم وحي تشريع، وزعم بعضهم أن سارة امرأة الخليل. وأم موسى. ومريم بنت عمران أم عيسى نبيات، واحتجوا بأن الملائكة بشرت سارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، وبقوله:
وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ الآية (القصص: ٧)، وبأن الملك جاء إلى مريم فبشرها بعيسى عليه السلام، وبقوله تعالى: إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ، يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (آل عمران: ٤٢) وهذا القدر حاصل لهن، ولكن لا يلزم