للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإفسادة الثانية جئنا بكم إلى أرض فلسطين، وعندئذ نسلّط عليكم من سلّطناهم عليكم من قبل، فإن كان بختنصر مسلما فالمسلطون الجدد هم المسلمون بإطلاق، وإن لم يكن كذلك فالعراقيون خاصة وهم مسلمون بفضل الله. هذا احتمال نفهم على ضوئه الآيات فيكون معناها وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ

مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً* فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ

هم بختنصر وجنده فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ بعد مئات السنين بأن جعلنا لكم الغلبة، حتى إذا دخلتم في صراع معهم غلبتموهم، كما حدث إذ غلب المسلمون ومنهم العراقيون حقيقة أو حكما في الصراعات الحالية وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً كما هو الحال الآن إذ تستطيع دولة إسرائيل أن تحشد جيشا كبيرا وتستنفر العالم من ورائها إِنْ أَحْسَنْتُمْ خلال هذه الفترة أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ أي ليسوء العراقيون خاصة أو المسلمون عامة وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ بالدخول في الإسلام وَإِنْ عُدْتُمْ إلى العلو والإفساد عُدْنا إلى التسليط وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً

...

ويمكن أن نفهم المسألة فهما آخر بأن نعتبر الإفسادة الأولى هي محاولاتهم الوقوف في وجه الدعوة الإسلامية، وتسليط الله المسلمين عليهم وعلى ديارهم حول المدينة المنورة، والإفسادة الثانية هي الإفسادة الحالية، ويكون المسلمون الذين غلبوهم أول مرة هم الذين سيغلبونهم المرة الثانية. إذا اجتمع لهم العبودية لله والبأس الشديد فيكون معنى الآيات وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ أي في القرآن لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً أي لتطغن طغيانا كبيرا فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما أي الإفسادة الأولى بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا هم الصحابة أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ أي سيطروا عليها سيطرة تامة وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا* ثُمَّ بعد مئات السنين رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ على المسلمين بأن جعلنا لكم الغلبة وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً كما هم الآن فهم أغنياء ويستطيعون استنفار العالم ضدنا إِنْ أَحْسَنْتُمْ بالدخول في. الإسلام ومتابعة محمد صلّى الله عليه وسلّم أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>