للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَسَأْتُمْ برفض الإسلام فَلَها فنفع أعمالكم عائد إليكم فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ أي فإذا جاء وعد الإفسادة الآخرة ليسوء المسلمون وجوهكم وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ أي الأقصى مستردينه منكم كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ كما أخذوه الأخذة الأولى يوم فتح القدس عمر وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا وليهلكوا في علوهم تَتْبِيراً أي إهلاكا عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ بأن يجعلكم مسلمين وَإِنْ عُدْتُمْ إلى الإفساد في الأرض عُدْنا إلى التسليط عليكم كما سيفعل الله يوم يأتون مع جند الدجال وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً أي سجنا. وفى قوله تعالى وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً ما يقوي هذا الاتجاه في الفهم، لأن الآية تشير إلى أنهم كافرون ولا نحكم بكفرهم إلا بعد رفضهم رسالة المسيح ثم محمد صلّى الله عليه وسلّم. فالإفسادتان متأخرتان على بعثة المسيح، وهذا الاتجاه يقويه أن كلمة عِباداً لَنا تشعر بأنهم المسلمون فهم العباد الحقيقيون لله. وكلمة وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ تشعر بأنهم المسلمون، فهم أصحاب المسجد، وهم وإن لم يأخذوه من اليهود مباشرة فقد أخذوه ودخلوه المرة الأولى فاتحين.

وتكون الآيات مشيرة إلى ما ينبغي فعله لتحرير القدس وفلسطين؟ على أن يخوض المعركة مسلمون اجتمعت لهم العبودية لله والبأس الشديد. وقد كتبنا كتاب (جند الله ثقافة وأخلاقا) على أمل أن يوجد جيل متصف بهذه الصفات. والذي دعانا إلى أن نحمل هذه الآيات على أحد الاحتمالين السابقين هو أننا لم نجد قوما بأعيانهم قد سلطوا على اليهود مرتين في حال اجتماع العلو والإفساد. لقد سلط عليهم بختنصر والرومان وغيرهم، ولكن قوما بعينهم لم يسلطوا عليهم مرتين داخلين المسجد الأقصى هذا الدخول الموصوف فيما نعلم، وعلى كل حال، ففي الآيات بشارة للمسلمين في قوله تعالى وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا فهذا وعيد من الله لهم أنه سيسلط عليهم في كل مرة يفسدون في الأرض وتكون لهم غلبة على المسجد الأقصى، وهاهنا ينبغي أن ننبه المسلمين تنبيها جازما أن هذه الغلبة على المسجد الأقصى لليهود ليست دائمة حتى قيام الساعة، كما يفهم بعضهم من كون المسيح يقتل اليهود عند نزوله فاليهود الذين يقتلهم المسيح يومها هم الذين يأتون مع الدجال، والنصوص تفيد أن المسجد الأقصى وقتذاك يكون بيد المسلمين، وأن القدس تكون عاصمة الخلافة، وهذا كله يتنافى مع الوضع الحالي. يبقى لو أن قائلا قال: ذكر المفسرون القدامى أن المسلط الأول عليهم هو

<<  <  ج: ص:  >  >>