للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يشبه قوله تعالى: وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ ..

وفي الإصحاح الثلاثين: (يرد الرب إلهك سبيك ويرحمك ويعود فيجمعك من جميع الشعوب التي بددك إليهم الرب إلهك إن يكن قد بددك إلى أقصاء السموات فمن هناك. بجمعك الرب إلهك، ومن هناك يأخذك ويأتي الرب إلهك إلى الأرض التي امتلكها آباؤك فتمتلكها ويحسن إليك ويكثرك أكثر من آبائك).

وهذا يشبه قوله تعالى: وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً

ولولا أن التحريف قد حدث في التوراة لكان ما في التوراة تفسيرا صالحا للقرآن في هذا المقام، ولكن لعنة الله على أقلام النساخ الكاذبة.

...

يبقى أن يقول قائل: إن المسلّطين الأولين هم بختنصر وقومه، والمسلطون الآخرون هم الرومان الذين احتلوا فلسطين بعد عودة اليهود من سبي بابل، فإذا قال قائل ولكن هؤلاء غير أولئك يقال: لكن يجمعهم وصف الوثنية، وكل منهم قد سيطر ودخل المسجد الأقصى عاتيا، ويمكن أن يقال ردا: إن الآيات تقول: ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً وبعد السبي وقبل الغزو الروماني لم تقم لليهود شوكة يكونون فيها أكثر نفيرا.

وهناك اتجاه يقول: إن المسلّطين الأولين هم قوم جالوت، والمسلّطون الآخرون هم قوم بختنصر ويجمع القومان صفة البأس الشديد والوثنية. ثم عند ما غلب بنو إسرائيل جالوت وقومه أصبحوا أكثر نفيرا.

ولكن عند ما نرجع إلى سفر القضاة الذي يتحدث عما بعد يشوع وقبل طالوت نجده يتحدث عن مجموعة إفسادات:

إفسادة سلط عليهم بها (كوشان رشعتايم ملك آرام النهرين) يقول الإصحاح الثالث: (فعبد بنو إسرائيل كوشان رشعتايم ثماني سنين).

وإفسادة سلط عليهم فيها (عجلون ملك موآب) ثماني عشرة سنة

وإفسادة سلط عليهم فيها (يا بين) ملك كنعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>