للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمبراطور المسيحي ويشغل باله، وهنا يلهم الله ملّاكا اسمه Adolius أن يبني زربية لغنمه في الميدان الذي يقع فيه هذا الكهف ويستخدم البناءون لبناء هذه الزريبة الحجارة التي سد بها هذا الغار، وهكذا ينكشف هذا الكهف، ويوقظ الله هؤلاء الشباب في هذه الساعة، فيخطر ببالهم أنهم ناموا ليلة، ويتواصون بأن يموتوا شهداء على يد «ديسيس» إذا ألجأتهم الضرورة، ويذهب أحدهم وهو Diomedes إلى المدينة كالعادة، ويقف حائرا أمام الصليب المنقوش على تاج المدينة، حتى يضطر إلى أن يسأل أحد السابلة، هل هي مدينة أفيسيس حقا؟ ويصبح تواقا إلى إخباره زملائه بهذا الانقلاب العظيم، ولكنه يملك عاطفته ويشتري الطعام، ويقدم في ثمنه النقود التي كان يحملها، وهي العملة التي كان يتعاطاها الناس في عهد ديسيس، ويعتقد صاحب الدكان وأهل السوق أن الشاب قد عثر على ركاز قديم، ويريدون أن يكون لهم نصيب فيه، ويهددون الشاب ويخوفونه ويقودونه من بين وسط المدينة وأسواقها ويتآلب عليه الناس، ويبحث الشاب في هذا الجمع الحاشد عن رجل يعرفه، فلا يجده، ويستخبره الأسقف حاكم البلد عن شأنه، فيخبره بالقصة بطولها، ويدعوهم إلى أن يرافقوه إلى الكهف، ويزوروا زملاءه الآخرين، فيرتقون قمة الجبل، وهناك يجدون لوحتين رصاصيتين تصدقان قصة الشاب. فيدخلون الكهف ويجدون زملاءه أحياء يغشى وجوههم النور والسكينة، وينمى الخبر إلى الإمبراطورا Theodosies فيزور الكهف وهنا يقول له Maximilian أو Achillides أو شاب آخر، إن الله سبحانه وتعالى قد سلط عليهم النوم ليبرهن على الحشر والنشر، ثم أيقظهم قبل أن تقوم القيامة، وبعد ذلك مات الشباب موتهم الأخير، وقد بني هيكل رومي في تذكارهم.

أما مكانة هذه القصة التاريخية، فلا يشك كبار المؤرخين والناقدين .. في صحتها وإمكان وقوعها لشهرتها واستفاضتها في العالم المسيحي، وتناقل الأجيال والكتب لها، يقول «جبون» الذي يجنح دائما إلى تزييف مثل هذه الأخبار الغريبة:

(إن هذه القصة الغريبة لا يمكن أن تحمل على مجرد خرافة الإغريق ومغالاتهم الدينية فقد اتصلت الروايات الموثوق بها وتسلسلت إلى خمسين سنة بعد وقوع هذه المعجزة وقد خصص قس سوري ولد بعد الإمبراطور ثيودوسيس الأصغر بسنتين اسمه James Of Sarus رواية من رواياته التي يبلغ عددها مائتين وثلاثين لمدح

شبان أفيسيس (أصحاب الكهف) وقبل أن ينقضي القرن السادس المسيحي نقلت قصة أصحاب

<<  <  ج: ص:  >  >>