للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من معي القرآن الذي هو ذكر هذه الأمة، وأن المراد بذكر من قبلي: الكتب السابقة، ولكننا نحتمل أن يكون المراد القرآن في المرتين، فالقرآن فيه ذكر هذه الأمة، وفيه الذكر الذي أنزل على كل الأمم السابقة، وعلى القول الأول فقد دل قوله تعالى هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي على أن الكتب السماوية كلها قد دعت إلى التوحيد الخالص، وهذا شئ بديهي فيها، ومع أنها الآن محرفة ومبدلة- كما أثبتنا ذلك أكثر من مرة- فإنه بقي فيها حتى الآن ما يدل على أن التوحيد الخالص هو دعوة الأنبياء جميعا، وقد حاول سيف الله أحمد فاضل في تعقيباته على إنجيل برنابا أن ينقل طرفا من ذلك فاستوعبت نظرته كتب العهد القديم والجديد، قال: وقد وردت لا إله إلا الله في أسفار العهد القديم والجديد (الكتب التي يؤمن بها اليهود والمسيحيون حاليا) وأبين بعضها فيما يلي: (لا تصنعوا لكم أوثانا ولا تقيموا لكم تمثالا أو نصبا ولا تجعلوا في أرضكم حجرا مصورا لتسجدوا له؛ لأني أنا الرب إلهكم) (سفر اللاويين ٢٦: ١) أي أن كل حجر مصور لا يمكن أن يكون إلها بل هو وثن.

(الرب هو الإله ليس آخر سواه) (سفر التثنية ٤: ٣٥) (اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك) (سفر التثنية ٦: ٤، ٥) أي لا تحب إلا الرب بكل ما أعطيت (فاعلم أن الرب إلهك هو الله الإله الأمين الحافظ العهد والإحسان للذين يحبونه). (سفر التثنية ٧: ٩) (فالآن يا إسرائيل ماذا يطلب منك الرب إلهك إلا أن تتقي الرب إلهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك) (سفر التثنية ١٠: ١٢) (الرب إلهك تتقي إياه تعبد) أي تعبده لا تعبد غيره (وباسمه تحلف) (سفر التثنية ١٠: ١٢) أي إذا حلفت فاحلف باسم الله- وفي سفر التثنية ١٣: ٤ (وراء الرب إلهكم تسيرون وإياه تتقون ووصاياه تحفظون وإياه تعبدون).

(انظروا الرب إلهكم تسيرون وإياه تتقون ووصاياه تحفظون» .. (وإياه تعبدون).

انظروا الآن. أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أميت وأحيي. سحقت وإني أشفي وليس من يدي مخلص). (سفر التثنية ٣٢: ٣٩) - وتعني ليس من يدي مخلص: أي أنه لا شفيع ولا وكيل من دونه (ليس قدوس مثل الرب لأنه ليس غيرك) (سفر صموئيل الأول ٢: ٢)، (ولا تحيدوا عن الرب بل اعبدوا الرب بكل قلوبكم. ولا تحيدوا.

لأن ذلك وراء الأباطيل التي لا تفيد ولا تنقذ لأنها باطلة). (سفر صموئيل الأول:

١٢: ٢٠، ٢١). (لذلك قد عظمت أيها الرب الإله لأنه ليس مثلك وليس إله

<<  <  ج: ص:  >  >>