سورة الجاثية ٤٥ - الآية ٥: .... وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. والرزق المقصود في الآية الأخيرة هو الماء الذي ينزل من السماء، كما يشير السياق إلى ذلك، ثم إن نبرة الآية تؤكد على تغير الرياح، فهي التي تعدل نظام سقوط الأمطار.
تؤكد الآيات الثلاث الأخيرة على أهمية العيون المائية، وتموينها بماء المطر الذي يتجه إليها ويستحق الأمر وقفة لنذكر بتسلط بعض المفاهيم في القرون الوسطى كمفهوم أرسطو الذي كان يرى أن الينابيع المائية تتمون بواسطة بحيرات جوفية، ويصف ر.
أمينيراس الأستاذ بالمدرسة الوطنية للهندسة الزراعية والمياه والغابات في مقاله الهيدرولوجيا بدائرة معارف أونيفرساليس، يصف المراحل الرئيسية في علم المياه ويستشهد بأعمال الري القديمة الرائعة، وخاصة تلك التي أنجزت في الشرق الأوسط، وهو يلاحظ أن المعرفة العلمية قد سادت كل هذه الإنجازات، على حين كانت الأفكار صادرة عن مفاهيم مغلوطة ويردف المؤلف قائلا: (ويجب أن ننتظر حتى عصر النهضة