(ما بين ١٤٠٠ و ١٦٠٠) تقريبا حتى تخلي المفاهيم الفلسفية الصرف المكان لأبحاث تعتمد على الملاحظة الموضوعية للظاهرات الهيدرولوجية. فقد ثار ليونارد دافنشي (١٤٥٢ - ١٥١٩) على دعاوى أرسطو. ويعطي برنارد باليس في بحث له بعنوان (خطاب في روعة طبيعة المياه والعيون الطبيعية منها والصناعية)(باريس ١٥٧٠) يعطي تفسيرا صحيحا عن دور الماء وخاصة عن تمريره الأمطار للينابيع ...
أليست هذه بالتحديد هي الإشارة التي نجدها في الآية ٢١ من سورة الزمر التي تذكر اتجاه مياه الأمطار نحو الينابيع في الأرض.
٦٨ إلى ٧٠): أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ* لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ. الاستشهاد بأن الله كان يستطيع أن يجعل الماء الطيب بطبيعته مالحا شديد الملوحة. هو طريقة في التعبير عن القدرة الإلهية أو طريقة أخرى في التعبير عن هذه المقدرة نفسها: تحدي الإنسان أن ينزل الماء من السحاب. ولكن، إذا كانت الطريقة الأولى مجرد قول بديهي، أفلا تكون الثانية كذلك في العصر الحديث حيث سمحت التكنولوجيا بإطلاق المطر صناعيا ... ؟ أيمكن معارضة دعوى القرآن بطاقة البشر على إنتاج المطر ... ؟ ليس الأمر كذلك، إذ يبدو أنه لا بد من الأخذ في الاعتبار بحدود إمكانيات الإنسان في هذا الميدان. وقد كتب م. ا.
فاسى. مهندس عام الأرصاد الجوية الوطنية في مقاله «الهواطل» بدائرة معارف أو نيفرث ساليس ما يلي: لن يمكن أبدا إسقاط المطر من سحابة لا تحتوي على سمات
السحابة القابلة للهطول أو من سحابة لم تصل إلى درجة مناسبة من التطور (أو النضج). وبالتالي فإن الإنسان لا يستطيع إلا أن يعجل بعملية الهطول مستعينا في ذلك بالوسائل التقنية الملائمة على شرط أن تكون الظروف الطبيعية لذلك جاهزة سلفا. ولو كان الأمر غير ذلك لما كان الجفاف عمليا، وهذا غير حادث، كما هو واضح التحكم في المطر والطقس الجميل ما زال حتى اليوم حلما. لا يستطيع الإنسان أن يقطع كيفما يشاء الدورة الثابتة التي تضمن حركة المياه في الطبيعة، وعلى حسب تعليمات