عيسى الترمذي عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا». يعني زانية، قال: وفي الباب عن أبي هريرة وهذا حسن صحيح ورواه أبو داود والنسائي من حديث ثابت بن عمارة به. وقال أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لقيته امرأة شم منها ريح الطيب، ولذيلها إعصار، فقال يا أمة الجبار جئت من المسجد؟ قالت: نعم. قال لها:
تطيبت؟ قالت: نعم. قال إني سمعت حبيبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:«لا يقبل الله صلاة امرأة تطيبت لهذا المسجد، حتى ترجع فتغسل غسلها من الجنابة» ورواه ابن ماجه. عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان هو ابن عيينة به. وروى الترمذي أيضا من حديث موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن ميمونة بنت سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها».
ومن ذلك أيضا أنهن ينهين عن المشي في وسط الطريق، لما فيه من التبرج قال أبو داود عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء:
«استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق» فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. وقوله تعالى وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي افعلوا ما أمركم به من هذه الصفات الجميلة، والأخلاق الجليلة، واتركوا ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق والصفات الرذيلة، فإن الفلاح كل الفلاح في فعل ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهيا عنه، والله تعالى هو المستعان).
٤ - عند قوله تعالى وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ قال ابن كثير: (هذا أمر بالتزويج وقد ذهب طائفة من العلماء إلى وجوبه، على كل من قدر، واحتجوا بظاهر قوله عليه الصلاة والسلام «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن مسعود وقد جاء في السنن من غير وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«تزوجوا الولود تناسلوا؛ فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة» وفي رواية «حتى بالسقط» والأيامى: جمع أيم، ويقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها، وللرجل الذي لا زوجة له،