وفي هاتين الآيتين تعبير عن علاقة واضحة بين تشكل سحب المطر الثقيلة، أو البرد ووقوع الصاعقة).
وقال صاحب الظلال:(إن يد الله تزجي السحاب وتدفعه من مكان إلى مكان. ثم تؤلف بينه وتجمعه، فإذا هو ركام بعضه فوق بعض. فإذا ثقل خرج منه الماء، والوبل
الهاطل، وهو في هيئة الجبال الضخمة الكثيفة، فيها قطع البرد الثلجية الصغيرة ...
ومشهد السحب كالجبال لا يبدو كما يبدو لراكب الطائرة وهي تعلو فوق السحاب أو تسير بينها، فإذا المشهد مشهد الجبال حقا، بضخامتها، ومساقطها، وارتفاعاتها، وانخفاضاتها، وإنه لتعبير مصور للحقيقة التي لم يرها الناس إلا بعد ما ركبوا الطائرات).
١٧ - بمناسبة قوله تعالى لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ نذكر بالحديث الذي رواه الحارث الأعور عن الإمام علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف القرآن:«فيه حكم ما بينكم، وخبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله ... ».