للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنا ميتتان ودمان: السمك والجراد، والكبد والطحال».

١١ - سئل الحسن البصري عن امرأة عملت عرسا للعبها فنحرت جزورا. فقال:

(لا تؤكل لأنها ذبحت لصنم).

أورد القرطبي عن عائشة: أنها سئلت عما يذبحه العجم لأعيادهم فيهدون منه للمسلمين؟ فقالت: (ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا منه وكلوا من أشجارهم).

١٢ - ذكر ابن كثير مسألة قال: (إذا وجد المضطر ميتة، وطعام الغير بحيث لا قطع فيه ولا أذى فإنه لا يحل له أكل الميتة، بل يأكل طعام الغير بغير خلاف، وإذا أكله، والحالة هذه- هل يضمنه أم لا؟ فيه قولان هما روايتان عن مالك).

١٣ - عن مسروق أنه قال: (من اضطر فلم يأكل ولم يشرب ثم مات دخل النار). وهذا يقتضي أن أكل الميتة للمضطر عزيمة لا رخصة كالإفطار للمريض.

١٤ - قال الحنفية: يرخص شرب الخمر للعطشان، وأكل الميتة في الجماعة إذا تحقق الهلاك.

١٥ - قال الحنفية: ويحرم الذبح لمخلوق ولو ذكر اسم الله تعالى، لأنه أهل به لغير الله تعالى، أما لو نوى إكرامه فإنه يحل، ويظهر ذلك فيما لو ضافه أمير مثلا فذبح عند قدومه شاة فإن قصد التعظيم فلا تحل- وإن أضافه بها. وإن قصد الإكرام فتحل.

اه. (الهداية العلائية ٣٢٦).

١٦ - قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ. دلت هذه الآية على أن أكل الحلال وشكر الله أثر من آثار العبادة. ومن هنا نعلم لماذا تأخر هذا الأمر في السورة هذا التأخر، ولماذا استغرق موضوع تعميق معنى العبادة القسم الأول كله. فإذا عرفنا أن الله لا يقبل العبادة إذا لم يرافقها أكل جلال، أدركنا الارتباط الكامل بين ما وصلنا إليه وبين ما سبق. والدليل على ارتباط قبول العبادة بأكل الحلال؛ الحديث الذي رواه أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ .. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب

<<  <  ج: ص:  >  >>