وروى سفيان عن عبد الله بن مسعود قال: لا ينتصف النهار حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء، ثم قرأ أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا وقرأ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ. وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا قال: قالوا في الغرف من الجنة، وكان حسابهم إذا عرضوا على ربهم عرضة واحدة، وذلك الحساب اليسير وهو مثل قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً* وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وقال قتادة: خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا مأوى ومنزلا وقال قتادة: وحدث صفوان بن محرز أنه قال: يجاء برجلين يوم القيامة، أحدهما كان ملكا في الدنيا إلى الحمرة والبياض فيحاسب فإذا عبد لم يعمل خيرا قط فيؤمر به إلى النار، والآخر كان صاحب كساء في الدنيا فيحاسب فيقول: يا رب ما أعطيتني من شئ فتحاسبني به، فيقول الله: صدق عبدي فأرسلوه، فيؤمر به إلى الجنة، ثم يتركان ما شاء الله، ثم يدعى صاحب النار فإذا هو مثل الحمة السوداء فيقال له: كيف وجدت؟ فيقول: شر مقيل: فيقال عد. رواها ابن أبي حاتم كلها، وروى ابن جرير عن عمرو بن الحارث أن سعيدا الصواف حدثه أنه بلغه أن يوم القيامة يقصر على المؤمن حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس، وأنهم يتقيلون في رياض الجنة، حتى يفرغ من الناس، وذلك قوله تعالى أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا.
٢ - وبمناسبة قوله تعالى وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً ذكر ابن كثير الحديث الذي رواه الإمام أحمد .. عن أبي سعيد الخدري قال: قيل يا رسول الله يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا»
٣ - بمناسبة قوله تعالى وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً عدد ابن كثير صورا من الهجران لكتاب الله فقال: وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن ولا يستمعونه كما قال تعالى وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ الآية فكانوا إذ تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره